التاريخ
ما كاد القرن التاسع عشر يقترب من نهايته حتى كانت فكرة إنشاء الأندية قد تبلورت في نفوس الجاليات الأجنبية في مصر فأسسوا عدت أندية رياضية و اجتماعية. برز هذا النظام علي نطاق واسع في بداية القرن العشرين في مدن الإسكندرية, بورسعيد و القاهرة. و من بين هذه الأندية نادي السلاح - اليوناني الرياضي - مليون اليوناني للجمباز - جماعة هواه الدراجات - اتحاد إيطاليا الأهلي - روما الإيطالي - نادي الملاكمة بكليوباترا - سافويا لكرة القدم الإيطالي - نادي السلاح سافولك الإنجليزي - نادي السلاح المصري - المختلط الإيطالي...إلخ. ثم جاء دور المصريين فأنشئوا في القاهرة و الإسكندرية عدة أندية منها: نادي السكة الحديد - الأهلي - سبورتينج - الجزيرة - هليوبليس - المعادي...إلخ. و قد شكلت أندية الجاليات الأغلبية المطلقة حيث بلغ عددها ٢٦ نادي, و كان لديها أيضا إمكانيات ضخمة و ينتمي لها العديد من الأثرياء الذين كانوا يحظون علي حماية السلطات و الهيئات الدبلوماسية. كذلك فقد كان من بينهم كثير من الأشخاص من من تعلموا بأوروبا و كانت لهم صلة قوية بالهيئات الرياضية بالخارج.
بوجود هذه الأندية كان لابد من وجود نظام يجمعها في مسابقات و مباريات فتم تأسيس الاتحاد المختلط للأندية الرياضية بالإسكندرية عام ٨٠٩١ برئاسة السيد أنجلو بولاناكي (مواطن من الإسكندرية ذو أصول يونانية). و كان معظم أعضاء هذا النادي من الأجانب (و ذلك بسبب الوضع السياسي لمصر في هذا الوقت) كما كانت اللغة الفرنسية هي لغة كافة المكاتبات, القوانين, القرارات و المحاضر. و بدأ هذا الاتحاد بتنظيم بطولات مصر خلال الفترة من ٨٠٩١ و حتى عام ٠١٩١ كما كان يقوم بعمل الاتفاقات الدولية بين مصر و الدول الأخرى مثل فرنسا, النرويج و المجر. كما تم تأسيس عدد من الاتحادات الرياضية مثل: ألعاب القوي - السباحة و الدراجات عام ٠١٩١.
و كان أنجلو بولاناكي أول لاعب في مصر يشارك في مسابقات رياضية دولية خارج مصر. و بعد اعتزاله المشاركة في المسابقات الرياضية قام أنجلو بولاناكي بتأسيس نوادي رياضية. و كان أول نادي قام بتأسيسه هو نادي الرياضة العامة بالإسكندرية و كان يضم جميع الألعاب الرياضية. في عام ٠١٩١ تحول هذا النادي إلي اتحاد الرياضة في مصر تحت رعاية سمو الخديوي عباس حليم الثاني و سمو الأمير عمر طوسون. و قام الكونت بيير دي كوبرتان رئيس اللجنة الأولمبية الدولية بترشيح السيد أنجلو بولاناكي ليكون عضوا باللجنة الأولمبية الدولية و ممثل لها بمصر لما لمس فيه من مزايا تصلح لهذه المهمة.
و بعد تعيين السيد بولاناكي باللجنة الأولمبية الدولية (يونيو ٠١٩١) قام بتأسيس اللجنة الأولمبية المصرية في ٣١ يونيو ٠١٩١ بمدينة الإسكندرية تحت رعاية الخديوي عباس الثاني. و تشكلت هذه اللجنة من الأمير عمر طوسون رئيسا, أمين يحيي باشا أمينا للصندوق, أنجلو بولاناكي سكرتير عام, و أحمد زيور باشا محافظ الإسكندرية في هذا الوقت عضوا. كذلك ضمت اللجنة مندوبين عن الاتحادات الرياضية بمصر و بدأت مصر دخول المجال الأولمبي و اشتركت في دورة الألعاب الأولمبية ستوكهولم ٢١٩١ في لعبة السلاح بلاعب واحد فقط, أحمد حسنين, الذي كان في هذا الوقت طالبا بجامعة أكسفورد.
و منذ عام ٤١٩١ اتجه الفكر نحو تمصير الاتحادات الرياضية التي يسيطر عليها الأجانب و تأسيس اتحادات مصرية مستقلة حتى تنفرد كل لعبة باتحاد مصري يستطيع أن يدير لعبته بعيدا عن سيطرة الاتحاد المختلط, و قد اشتد هذا الاتجاه بعد عودة البعثة المصرية من دورة أنفرس الأولمبية عام ٠٢٩١.
و في عام ٨٢٩١ بعد دورة الألعاب الأولمبية في أمستردام, تمكنت الأندية المصرية من زيادة عددها و العمل علي إتمام عملية التمصير و الاستقلال عن سيطرة الاتحاد المختلط و نظامه و رفضت الاشتراك في اللجنة الأولمبية المصرية مما أدي إلي حلها عام ٩٢٩١.
و في أوائل عام ٠٣٩١ تلقت مصر دعوة للاشتراك في الدورة الأولمبية العاشرة بلوس أنجلوس خلال الفترة من ٠٣ يوليو إلي ٤١ أغسطس ٢٣٩١ من مفوضية الولايات المتحدة بمصر التي قامت بإرسالها إلي وزارة الخارجية التي قامت بدورها بتحويلها إلي وزارة المعارف العمومية بصفتها الوزارة المختصة. و حيث أن اللجنة الأولمبية المصرية قد تم حلها عام ٩٢٩١ , تم دعوة الاتحادات الرياضية للاجتماع يوم ٨١ فبراير ٢٣٩١ لعرض الدعوة عليها. بعد بحث هذه الدعوة قررت الاتحادات رفضها و أيدت قرارها بأسباب تتعلق بتمثيل الأولمبي في مصر بشخصية لأجنبية.
ثم اقترح رئيس اللجنة الأولمبية الدولية بضم عضو مصري بجانب السيد أنجلو بولاناكي, و لكن هذا الاقتراح لم يلقي قبولا لدي الهيئات الرياضية و غير الرياضية المصرية و أصدرت الحكومة المصرية وقتها كتابها الأبيض الذي ترفض فيه الأمر.
لقد كان رأى الاتحادات الرياضية يرتكز أساسا علي أن النصر الذي حققته مصر في المجال الدولي يعطي الحق للاتحادات بأن تطلب من اللجنة الأولمبية الدولية أن تجد , بكل سهولة, أشخاص مصريين جديرين بشغل هذا المركز كما أن المادة (٧) من قانون الألعاب الأولمبية و المادة (٩) من القواعد العامة تنص صراحة علي أنه لا يمكن أن يمثل بلده في الألعاب الأولمبية غير حاملي جنسية هذه البلد.
و قد ظلت هذه المشكلة قائمة لمدة عامين إلي أن عقد مؤتمر اللجنة الأولمبية الدولية بأثينا في ٧١ مايو ٤٣٩١و كان قد صدر بمصر في ٩ مايو ٤٣٩١ مرسوم بنظام اللجنة الأهلية للرياضة المصرية و تشكيل اللجنة الأولمبية المصرية, كما صدر مرسوم أخر بتعيين محمد طاهر باشا رئيسا للجنة الأهلية و كل من جعفر والي و شريف صبري وكيلين له و لمدة أربع سنوات.
و في مؤتمر أثينا, قررت اللجنة الأولمبية الدولية الاعتراف بنظام اللجنتين الأهلية و الأولمبية المصرية و تعيين محمد طاهر باشا عضوا باللجنة الأولمبية المصرية و مندوبا لها بمصر.